Rulings

جاء التشهُّدُ على صِيَغٍ متعدِّدة من رواية عُمَرَ، وابنِ مسعودٍ، وابن عبَّاسٍ، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، وكلُّها مضافةٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما يقول أهل العلم: تشهُّدُ عمرَ رضي الله عنه، أو تشهُّدُ ابن مسعود رضي الله عنه، أو تشهُّدُ ابن عباس رضي الله عنهما، فليس معنى هذا: أن هذه الصيغ من التشهُّد موقوفةٌ عليهم، وإنما هو إضافةُ الصيغِ إلى رواتها تمييزًا لكل صيغة عن غيرها.…

من أركان الصلاة السجود على الأعضاء السبعة، وهي: الجبْهة مع الأنف، واليدان، والركبتان، وأطراف القدمين؛ لحديث: «أُمِرْتُ أن أسجدَ على سبعة أعْظُمٍ: على الجبهة - وأشار بيده على أنفه -، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نَكْفِتَ الثياب والشعر» [البخاري (812)، ومسلم (490)].

ومن الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس: أنه إذا سجد، رفع رجليه، أو واحدة؛ وهذا…

لا تُدرَك الركعة إلا بإدراكِ الركوع، فلو فاته القيام، وفاتته قراءة الفاتحة، وأدرك الركوع مع الإمام، فقد أدرك الركعة.

وضابط إدراك الركوع مع الإمام: أن ينحنيَ المأموم راكعًا قبل أن يَشْرَعَ الإمام في الرفع من الركوع.

جماهير أهل العلم على أنَّ تكبيرةَ الإحرام ركن، وعند الحنفية: هي شرط.

والفرق بين القولين: أنَّ الركن داخلٌ في الماهيَّة، والشرط خارج عنها؛ وعلى هذا: لو كبَّر تكبيرةَ الإحرامِ، وهو حاملٌ نجاسةً، فوضعها مع نهاية التكبير، فصلاته باطلة عند الجمهور؛ لأنه حَمَلَ النجاسة وهو داخلَ الصلاة، وصلاته عند الحنفية صحيحة؛ لأنَّ حمْلَه للنجاسة كان خارجَ الصلاة.

وكذلك من آثار هذا الخلاف: أنه لو…

الركن مثل الشرط؛ لا تصحُّ العبادة إلا به، لكنَّ الفرق بينهما: أن الركنَ داخلٌ في الماهيَّة، والشرط خارج عنها.

يُقصَد بالنيَّة عند الفقهاء: ما يميّز عبادةً عن عبادةٍ، يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح الأربعين: «والنيَّةُ في كلام العُلماء تقعُ بمعنيين؛ أحدهما: بمعنى تمييز العباداتِ بعضها عن بعضٍ، كتمييزِ صلاة الظُّهر مِنْ صلاةِ العصر مثلًا، وتمييزِ صيام رمضان من صيام غيرِه، أو تمييز العباداتِ مِنَ العادات، كتمييز الغُسلِ من الجَنَابةِ مِنْ غسل التَّبرُّد والتَّنظُّف، ونحو ذلك»، ثم ذكر المعنى الثاني…

تحرُمُ قراءة القرآن في الركوع والسجود؛ لثبوت النهي الصحيح الصريح في ذلك؛ فقد ثبت في السنة قوله صلى الله عليه وسلم: «إني نُهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا» [ مسلم (479)].

العناية بحفظ القرآن وتجويده وترتيله أمر مطلوب لكنه لا يكفي، فلا بدّ من العناية بقراءته على الوجه المأمور به.
وكثير من طلاب العلم يقرأ القرآن بل يحفظه ويتقنه ويجوده، فإذا ضمن ذلك أهمله ونام عنه، فلا تجد في بَرنامجه اليومي جزءًا مقتطعًا لقراءة القرآن على الوجه المأمور به، فضلًا عن كونه يُعنى بما يعينه على فهم القرآن وتدبره؛ مِن نظرٍ في التفاسير المعتبرة لأهل العلم الموثوقين، فيندر ويقِلّ…

ابن حجر في فتح الباري يقول: "روى الأزرقي في (أخبار مكة) بأسانيد صحيحة أن المقام كان في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر في الموضع الذي هو فيه الآن، حتى جاء سيل في خلافة عمر فاحتمله حتى وجد بأسفل مكة، فأتي به فربط إلى أستار الكعبة حتى قدم عمر فاستثبت في أمره حتى تحقق موضعه الأول فأعاده إليه، وبنى حوله، فاستقر ثَم إلى الآن".

الكلام هذا ماشٍ على ما يعرفه طلاب…

تجد بعض الناس يسمع «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» و«رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» يقول الحج أربعة أيام الآن أربعة أيام أستطيع السيطرة على نفسي فلا أزاول أي معصية لكن هل هو بالفعل يستطيع أن يسيطر على جوارحه فلا يزاول معصية؟ هل يستطيع أن ينهض إلى الصلاة قبل ما كان ينهض إليها قبل الحج؟

قبل الوقت الذي كان…

البيت الذي جعله الله مثابة للناس هو البيت الحرام، وأما المثابة فإن أهل العربية مختلفون في معناها، والسبب الذي من أجله أُنِّثَت، البيت مذكَّر، فكيف يقال: البيت مثابة؟ البيت مذكر فكيف يجعل أو يوصف بأنه مثابة؟ والتاء هذه تاء التأنيث؟

يقول الطبري: "وأما المثابة فإن أهل العربية مختلفون في معناها، والسبب الذي من أجله أنثت"، فقال بعض نحويي البصرة: ألحقت الهاء في (المثابة)…

جاء في الحديث الصحيح أنه ((ما من أيام العمل الصالح فيهن خير وأحب إلى الله من هذه الأيام العشر))، وقد رجحها كثير من أهل العلم على عشر الأخيرة من رمضان، لاسيما النهار مع النهار، فهذه الأيام العشر أفضل من الأيام العشر في رمضان وفضلها لا شك أنه دليل على فضل العمل الصالح فيها، ((ما من أيام العمل الصالح فيها خير وأحب إلى الله من هذه الأيام…

الأمر باتخاذ مقام إبراهيم مصلى كلام ابن المنذر يقول يحتمل أن تكون صلاة الركعتين خلف المقام فرضًا، الآن عندنا الصلاة والمكان الذي هو الحال المبينة لهذه الصلاة، فهل الأمر في الآية متجه إلى الصلاة أو متجه إلى أن تكون خلف المقام؟ {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [(125) سورة البقرة] هل معنى هذا صلوا؟ أو صلوا في هذا المكان؟ يعني في قول يوسف -عليه…

{وَأَمْنًا} قال أبو جعفر: "الأمن مصدر من قول القائل: أمن يأمن أمنًا، وإنما سماه الله أمنًا لأنه كان في الجاهلية معاذًا لمن استعاذ به، هكذا يقول الطبري، فإما أن يكونوا يستعيذون به دون الله -عز وجل- باعتبارهم مشركين، أو أن مراده منهم أنهم يلجؤون إليه إذا خافوا فيأمنون، فالذي يستعيذ بالبيت إذا كانت استعاذته بالحجارة المنصوبة فهذا شرك، وإن كانت استعاذته بالله -جل…

المقام هل يراد به الحجر نفسه أو موضع القيام؟ هل يراد به الحجر نفسه بحيث نتبعه حيثما وضع، أو المراد به الموضع الذي فيه المقام؟ لأن اللفظ يحتمل الأمرين، يعني لو اقتضى النظر واجتهاد أهل العلم أن المقام الآن في المطاف مسبب للزحام، واقتضى الاجتهاد أن يدفع إلى الأروقة داخل، ليوسع المطاف، نصلي في مكانه أو نتبع الحجر نصلي هناك؟ ومسألة نقل المقام عن مكانه مسألة خلافية بين أهل العلم كتب فيها الشيخ…

في حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: ((بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)). وروى مسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((بني الإسلام على خمسة)) ((بني الإسلام على خمسة: على أن يوحد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام…

ألا يوجد في الأحكام في مسائل الحج ما يقتضي الجدال والنقاش العلمي، الذي يتوصل به إلى إحقاق الحق وتقريره كغيره من أبواب الدين، والأولى حمل الجدال على عمومه على قراءة البناء، وأن (لا) نافية للجنس، ويكون المراد بالجدال والمراء الممنوع. أما الجدال والمراء المحمود الممدوح والمناقشة التي يتوصل بها إلى إقرار الحق ودفع الباطل، هذه مطلوبة في كل وقت وفي كل زمان؛ لأنها ضرب من أضرب الدعوة والجهاد،…

ترون كثيرًا من الناس يتعلقون بأستار الكعبة، وبعض أهل العلم يجيز مثل هذا باعتبار أن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما أنكر صنيع من تعلق بأستار الكعبة، وهذا من الدلالة التبعية أو الأصلية؟ التبعية، من الدلالة التبعية، بمعنى أن الخبر ما سيق للاستدلال به على جواز التعلق بأستار الكعبة، وإنما سيق لبيان قتل مثل هذا المجرم الذي يُقتَل في الحل والحرم، فمن يستدل بالدلالة التبعية يقول: أن النبي -عليه…

{وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [(125) سورة البقرة] يقول ابن الجوزي: "في مقام إبراهيم ثلاثة أقوال: أحدها: أنه الحرم كله، قاله ابن عباس، والثاني: أن المراد بالمقام عرفة والمزدلفة والجمار، قاله عطاء، وعن مجاهد كالقولين، وقد روي عن ابن عباس وعطاء ومجاهد قالوا: الحج كله مقام إبراهيم، والثالث: الحجَر، يعني الذي قام عليه إبراهيم حينما ارتفع البينان…

قال ابن تيمية –رحمه الله-: (ومن الإيمانِ باللهِ: الإيمانُ بما وصَفَ به نفسَه في كتابِه، وبما وصفَه به رسولُه محمدٌ-ﷺ-). هل يمكِنُ أن نستبدِلَ في المتن كلمةَ (وصَفَ) بكلمةِ: (نعَتَ)؟، المُتبادَرُ أنهما في الجملةِ مترادفان، لكن هناك فروقٌ دقيقةٌ بينَهما، منها أن الوصف غيرُ الملازمِ، والنعت المُلازمِ. فهناك فروق دقيقة بين الألفاظ التي يظن ترادفها، ومن أهل اللغة من ينفي الترادف نفيًا باتًّا…