Rulings

أعظم الإتلاف فيما يتعلق بالإحرام الصيد، قال الله -جل وعلا- عنه: {وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا} [سورة المائدة:95]، فدل على أن غير المتعمد معذور فيما فيه إتلاف، وفيما لا إتلاف فيه.

لا شك أن الناس متفاوتون في النفقة، فمنهم الكريم الذي يبذل أكثر مما يطلب منه، ومنهم الشحيح الذي يضن بالواجب، ومنهم المتوسط، فيرجع  في هذا إلى المتوسط. فإذا تنازعت الزوجة مع زوجها وأنه لا يعطيها ما يكفيها نُظر إلى الواقع، فإن كان مساويًا لأوساط الناس فإنه يكفيها إذا كانت من سطة الناس، أما إذا كانت من علية القوم فتعطى ما يناسبها، وإذا لم يعطها فلها أن تأخذ ما يكفيها ويكفي ولدها…

التبان: هو السروال القصير، وقد رخصت فيه عائشة -رضي الله عنها- في الإحرام لمن يرحل راحلتها [البخاري: 2/136]، وعامة أهل العلم على خلاف قولها، وأنه لا يجوز لبسه للمحرم. فكل المحرمين عرضة لأن تنكشف عوراتهم، وكلهم يُرحلون، ويحملون، ويعملون، فهذا ليس بمبرر. فترخيصها خاص ومرجوح، ولم توافق عليه -رضي الله عنها-.

ما يلبس الآن من الإحرام على هيئة لباس النساء هو ضرب من السراويل، وقد نص على ذلك الأزهري في (التهذيب)، وغيره من أهل اللغة، كابن سيده في (المخصص) وقال: إنه ضرب من السراويل، ويسمونه النقبة. وهو من لباس النساء، وذكروا عن بعضهم أنه قال: (ألبستني أمي نقبتها) فهو من لباس النساء، ومعروف تداوله مع النساء قديمًا وحديثًا، فيدخل في المنع من لبس السراويل. وهو شبيه بالتنورة، ويلبسون فيه التكة، وفيه…

المدينة اسمها: المدينة النبوية. وأما تسميتها بالمدينة المنورة فلا أصل له، وقد شاع هذا الاسم واستفاض وعرف على ألسنة الناس بحيث لا يعرف غيره. وإنما هي المدينة النبوية نسبة إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويميزها هذا الاسم من بين سائر المدن. فإذا قلت: أذهب إلى المدينة، صار علمًا على المدينة النبوية. والنبوة نور بلا شك، والنبي -عليه الصلاة والسلام- نور في حياته، ولا ينازع في هذا أحد ولا يشك…

- إذا جاء النجدي من طريق المدينة وأحرم من ذي الحليفة، وأكمل إحرامه، وذهب إلى مكة من هذا الطريق فهذا بالإجماع إحرامه صحيح، ولا يلزمه شيء.

- لكن إذا مرّ النجدي بذي الحليفة وتجاوزها، ثم أحرم من ميقاته الأصلي (قرن المنازل)، فهذا قد وافق الجملة الأولى من الحديث: «هنَّ لهنَّ»،…

السلام على النبي -عليه الصلاة والسلام- خارج الحجرة مثل السلام على القبور خارج السور، فالذي يقول بعدم مشروعية السلام على القبور خارج المقبرة، يلزمه أن يقول بعدم مشروعية السلام على النبي -عليه الصلاة والسلام- خارج الحجرة. لأن من أهل العلم من أثار هذه المسألة وأنك لا تسلم على المقبرة إذا مريت بها حتى تدخل وتسلم على المقبورين.

الصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، فالصلاة في المسجد النبوي بهذا الفضل العظيم والمضاعفات الكثيرة، ومنهم من يخصها بالفريضة؛ لأن صلاة المرء في بيته أفضل إلا المكتوبة، وعلى هذا لو صلى النافلة في المسجد النبوي ما حصلت له هذه المضاعفة، ومنهم من يقول إن المضاعفة تحصل في المدينة بالنسبة للفرائض في المسجد، و حتى النوافل في البيوت، وفضل الله واسع. وفي الحديث:…

كره بعض السلف تكرار العمرة في سفرة واحدة، ومنهم مالك -رحمه الله-، لكن يكفينا فعل عائشة –رضي الله عنها- [البخاري: 1556]، وأدلة الحث على العمرة في الجملة. وشيخ الإسلام –رحمه الله- لم يورد حديث عائشة، بل أورده غيره وأجاب عنه كابن القيم وقال إن هذا جبر لخاطرها. فهل يمكن أن يجبر النبي -صلى الله…

في الحديث: «ماء زمزم لما شرب له» [المسند: 14849]، والحديث صححه الدمياطي في (المتجر الرابح) وهو عمدة في تصحيحه، وتتابع العلماء على تقليده. على كل حال ماء زمزم لما شرب فيدعو عند شربه، أو يقصد عند شربه أن يكون -مثلًا-…

من الغرائب المتعلقة بماء زمزم أنه لا يحوج الإنسان إلى الخروج من الحرم، فلا يحتاج شاربه إلى دورة مياه، وهذا شيء مجرب. إذا شربنا من غيره احتجنا أن نخرج لا سيما في أيام الشتاء، وتشرب وتتضلع من زمزم ولا تحتاج إلى أن تخرج للخلاء. بل استعملناه في المشروبات، ففي رمضان يحتاج الإنسان إلى شيء يرطب البدن من المشروبات الحلوة التي تعينه مثل التوت، فكان الإنسان يتحاشى شرب أكثر من كوب -مثلاً- لئلا يضطر…

ثبت عنه عليه السلام أنه شرب قائمًا من ماء زمزم [مسلم: 2027]، وثبت عنه النهي عن الشرب قائمًا، وأمر من شرب قائمًا أن يقيء [مسلم: 2026]. فإما أن يقال: إن هذا ناسخ…

الدعاء عند الملتزم لم يثبت فيه خبر مرفوع عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وإنما عرف عن ابن عباس وبعض الصحابة -رضوان الله عليهم- والأصل أنهم لا يفعلون مثل هذا إلا بتوقيف؛ لأنهم أبعد الناس من الابتداع، ولذا استحبه جمع من أهل العلم، فيدعو في هذا المكان المبارك، الذي دل فعل الصحابة على أنه من مواطن الإجابة، وإن لم يرد فيه خبر مرفوع.

العمرة ليس لها وداع، واعتمر النبي -عليه الصلاة والسلام- أربع عمر لم يودِّع ولم يأمر به. وهنا مسألة يتنبه لها: وهي أن عائشة -رضي الله عنها- لما اعتمرت بعد حجها ما حفظ أنها ودّعت، فإما أن يقال: هذه العمرة تعقبت حج فلا تحتاج إلى وداع. أو أن يقال: إن العمرة لا وداع لها، وهذا هو الجاري عند عامة أهل العلم. أو يقال: إن السعي بعد الطواف لا يؤثر. والخلاصة؛ أن نقول: إن المعتمر لا يلزمه وداع في مثل…

يقول ابن تيمية-رحمه الله تعالى-: (ثم إذا نفر من منى، خرج منها فإن بات بالمُحَصَّب وهو الأَبْطَح.. فحسن) وهو الذي بات به النبي -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه. وهل مبيته -عليه الصلاة والسلام- بهذا المكان من باب الاختيار والتفضيل أو أنه من باب الاتفاق من غير نظر إلى فضيلته؟ على كل حال الحرص على مثل هذا يؤجر الإنسان فيه على قدر اقتدائه بالنبي -عليه الصلاة والسلام- من غير تعلق بالمكان نفسه.…

القاعدة عند شيخ الإسلام أنه لا دعاء بعد الفراغ من العبادة، بل الدعاء في أثنائها، والذي يرمي الجمرات قد فرغ من العبادة. ولذا تجدون شيخ الإسلام ومن يقول بقوله في حديث معاذ –رضي الله عنه-: «إني أحبك فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» [

استُشكل قول شيخ الإسلام: (وإن شاء قال اللهم اجعله حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا)، لأن ما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يرد إلى مشيئة الفاعل بل يجزم باستحبابه، وما لم يثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- فإنه لا يقال. وقد جاء هذا الحديث عن ابن عمر وابن عباس –رضي الله عنهما- موقوفًا ومرفوعًا، لكن هما ضعيفان ولا يثبت واحد منهما. وهذا الذكر على مذهب الجمهور ليس فيه إشكال…

يقول ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:(وزيارة القبور على وجهين زيارة شرعية وزيارة بدعية). والزيارة الشرعية التي جاء الحث عليها: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» [ابن ماجة: 1569]، وجاء أيضًا: «كنت…

في المسند أن رجلا قال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ. قَالَ: إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وآخرتك» [21242] وجاء أيضًا في السنن عند الترمذي: «فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ..النِّصْفَ ..…

بعض المبتدعة قالوا: إن قصد الجنة بالعمل، وقصد النجاة من النار بالعمل، داخل في المنع. يعني إذا عمل الإنسان عملًا يكون قصده امتثال أمر الله -جلَّ وعلا-، واجتناب نهيه فقط، من غير نظر إلى جنة ولا نار. فإن نظر إلى جنة أو إلى نار فقد دخل في قوله تعالى: