Rulings

الأصل هو (الطواف) بين الصفا والمروة؛ لكن قيل له: (سعي) لأن فيه السعي الشديد بين العلمين، {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شعائر اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بهما} [سورة البقرة: 158] فهو طواف؛ لكن غلب عليه اسم السعي للتفريق بينه وبين الطواف بالبيت من جهة، ولأن فيه…

يستحب أن يقرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قرأ فيهما بسورتي الإخلاص {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [سورة الكافرون:1] و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [سورة الإخلاص:1]. لكن جاء في بعض الروايات أنه قرأ في الأولى: {قُلْ…

المسجد الحرام أهله يمنعون من الدخول فيه بالنعال، ويستدلون بقوله -جل وعلا-: {اخْلَعْ نَعْلَيْكَ} والعلة {إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [سورة طـه:12]. فهل الوادي المقدس الذي أمر موسى بأن يخلع نعليه أكثر قداسة من المسجد الحرام؟ وهل خَلَع النبي -صلى الله عليه…

جمهور أهل العلم يقررون أن فعل المحظور أعظم من ترك المأمور، لحديث: « إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا، أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» [

المبيت بمنى واجب من واجبات الحج، ووجوبه بفعله -عليه الصلاة والسلام-، وقوله: «لتأخذوا مناسككم» [مسلم: 1297]،…

لم يصل النبي -صلى الله عليه سلم- في السفر جمعة ولا عيدا. وخطبته –صلى الله عليه وسلم- في عرفة خطبة نسك، لا خطبة جمعة. ولو كانت خطبة جمعة لجهر بالقراءة في الصلاة، باعتبار أنها الجمعة، ولصار في هذا دليل لمن يقول بجواز جمع العصر إلى صلاة الجمعة. فالصلاة التي بعد الخطبة –ركعتان- صلاة الظهر، والثانية صلاة العصر. ولذا القول المرجّح أن الجمعة فرض مستقل، لا تجمع ولا يجمع إليها كالفجر، والله أعلم…

ليس بمنى صلاة عيد، بل رمي جمرة العقبة لهم كصلاة العيد لأهل الأمصار. ونستفيد من هذا التشبيه أن صلاة العيد لأهل الأمصار يعقبها نحر الأضاحي، ورمي الجمرة بالنسبة لأهل منى يعقبها النحر. فتصح نحر الأضحية بعد صلاة العيد اتفاقًا. لكن ماذا عما لو رمى جمرة العقبة قبل طلوع الشمس، وقبل صلاة العيد في الأمصار، هل يجوز له أن ينحر؟ المسألة فيها خلاف معروف. والنبي –صلى الله عليه وسلم- ما سئل عن شيء قدِّم…

بعض الناس يؤجل الدخول إلى مكة لطواف الإفاضة إلى الليل، ويترتب على ذلك فوات المبيت بمنى كاملًا. هل نقول: إنه يعفى لأنه مشغول بركن الحج الذي هو الطواف. أو نقول: عليه أن يؤدي هذا الركن الموسّع بما لا يعارض الواجب المضيق؟. فإذا نظرنا إلى الفعلين قلنا: الطواف ركن، والمبيت واجب، والركن أهم من الواجب. وكذلك فإن المبيت واجب وليس بركن، لكنه يفوت بخلاف الطواف. وعليه فنقول: إذا كان يعرف أنه لن يصل…

الأقرع الذي لا شعر له يرى بعض أهل العلم أنه يمر الموسى على رأسه؛ لأن هذا هو المقدور عليه بالنسبة له، فيأتي بما يستطيع، وما لا يستطيعه فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها. ومن أهل العلم من يقول: إن هذا عبث؛ لأن إمرار الموسى إنما هو من أجل حلق الشعر ولا شعر. والقاعدة المعروفة: أن من قدر على بعض العبادة، وعجز عن باقيها، فعليه أن يأتي بما يقدر عليه. فالذي لا يقرأ الفاتحة في الصلاة، لا نلزمه ونقول…

قال ابن تيمية –رحمه الله-: فإذا اشترى الهدي من عرفات وساقه إلى منى فهو هدي باتفاق العلماء؛ لأنه ساقه من الحل إلى الحرم. وكذلك إن اشتراه من الحرم. لكن من أهل العلم وهم نزر يسير قالوا في الهدي لا بد أن يشترى قبل الإحرام، أي قبل الميقات. ولعل هذا القول من باب الاستحباب، لا من سبيل الإلزام. وأما إذا اشترى الهدي من منى، وذبحه فيها، ففيه نزاع. فمذهب مالك أنه ليس بهدي، وهو منقول عن ابن عمر.…

شيخ الإسلام لا يرى الأضحية بالنسبة للحاج، ويريد أن يقطع الطريق على من يمكن أن يقول: إن النبي -عليه الصلاة والسلام- ضحى عن نسائه بالبقر في حجة الوداع [البخاري: 5548] فقال: (ويسمى أيضًا أضحية) أي الهدي. يريد أن يحسم المادة والاستدراك؛ لأنه لو لم يذكرها لقلنا…

كل ما ذبح بمنى وقد سيق من الحل إلى الحرم فإنه هدي، لكنه مهجور في زماننا. وقد يقول قائل: إنه يُمنع أن يدخل بالهدي في الحج. نعم هو ممنوع أن تدخل به في سيارتك، لكن على الإنسان أن يبعثه في أوقات السعة. فيبعثه من مكانه الذي هو فيه ويشعرها، سواء كان كبش أو بدنة أو غيرها. أو وهو ذاهب إلى مكة يأخذه معه في السيارة ويذبحه هناك، ويوزع على مساكين الحرم إحياء لهذه السنة. والسنن المهجورة إحياؤها له…

قال شيخ الإسلام ابن تيمية فيما يقال عند النحر: (بسم الله، الله أكبر، اللهم منك ولك، اللهم تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك). وبعضهم يزيد: (ومن محمد نبيك)، ولا يتصور في المرفوع هذه الزيادة. لكن قد تذكر عن كبار الصحابة؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- القبول منه معروف،…

الخطباء في مساجد الأمصار حينما يذكرون التضحية، وذبح الأضاحي، يذكرون ما يجب وما يستحب، فيقول الخطيب: (بسم الله وجوبًا، والله أكبر استحبابًا)، فتجد عامة الناس إذا أضجع أضحيته على شقها الأيسر قال مثل ذلك؛ لأنه سمع الخطيب يقولها، وليس عنده غيرها، وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع. لكن التفصيل والبيان من الخطباء هو المتعيِّن؛ لأن العامة يقلدونهم.

من أهل العلم من يرى أن النساء كلهنَّ ضعفة، والضعف ملازم لهنّ. فيرخص لهنّ في التعجل من مزدلفة إلى منى. ونقول: إن النساء يتفاوتن كالرجال، بل من النساء من هي أشد من الرجال. لكن تبقى مسألة النساء واختلاطهن بالرجال في هذه المواطن التي يكثر فيها الزحام، ولو كانت قوية نشيطة. فأصل نفس المزاحمة محظورة بالنسبة لها، فعجزها هنا عجز حكمي، لا عجز حقيقي. فإذا أدى ذلك إلى مزاحمتها للرجال، والتصاقها…

لم يذكر جابر -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قام من الليل في مزدلفة على عادته، ولا ذكر الوتر، ولا ركعتي الفجر.  مع أنه ذُكر في أحاديث أخرى أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أمر ونهى ورخّص مما لم يذكره جابر، فإما أن يكون جابر قد ترك التنصيص على قيام الليل؛ لأن هذا من عادته -عليه الصلاة والسلام- أو أنه خفي عليه. وأما الاستدلال بمثل هذا على أنه لا يشرع قيام ليلة…

جمهور الناس في مواطن الزحام يقلد بعضهم بعضًا، فإذا رأوا الناس ذاهبين إلى الجمرة، ذهبوا معهم من أي طريق، من غير نظر هل هذا طريق الذاهب أو طريق الراجع. إلا إذا اضطر القائمون على الحج، فرأوا أن هذا أرفق بالناس أن يوضع لهم طريق للذهاب وطريق للرجوع. والتقليد فطري بالنسبة لعموم الناس، والدليل على ذلك أنك تجد الناس أثناء خروجهم من المسجد يوم الجمعة، يخرج أحدهم من الصف الأول ويخترق الصفوف،…

دخل النبي -عليه الصلاة والسلام- عرفة من طريق ضب، ورجع من طريق المأزمين. فإن تيسر للإنسان الذهاب من نفس الطريق، والرجوع مع الطريق الآخر من غير مشقة، فلا شك أن هذا من تمام الاقتداء به -صلى الله عليه وسلم-. لكن لو أراد أن يذهب من طريق ضب، فمنع وقيل: هذا للراجع وليس للذاهب، ثم أراد أن يرجع من طريق المأزمين، فقيل: هذا للذاهب ومنع من ذلك، فأجر نية الاقتداء يحصل له. وابن عمر –رضي الله عنهما-…

بعض النساء قد تجدها نصبت نفسها للدعوة، وعرفت واشتهرت بذلك، ونفع الله بها نفعًا عظيمًا، ومع ذلك إذا كان لها مداخلة في إذاعة أو في قناة أو ما أشبه ذلك، رفعت صوتها أكثر من الرجال، ورفع الصوت لا يليق بالنساء وليس لهن هذا الأمر، وإنما هو للرجال، ولا شك أن هذا تشبه، ويخشى أن تكون هذه مترجلة، أو رجلة من النساء. والله المستعان.

الأفضل للمحرم أن يضحى لمن أحرم له، أي يبرز لمن أحرم له ولا يستظل بشيء، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يحجون، وقد رأى ابن عمر رجلًا ظُلل عليه بشيء قريب من رأسه كما هي عادة من يظلل عليه، فقال: «أيها المحرم اضحَ لمن أحرمت له» [ابن أبي شيبة: 14460] يعني ابرز. ولهذا كان السلف يكرهون القباب على المحامل التي لها رأس لقربها من رؤوسهم، وهذا…