Rulings

مُرُوقُ الخوارج منَ الدِّينِ على خلافٍ بينَ أهلِ العِلمِ:

- منهم من يرى أن مروقهم من الدين هو خُروجُهم عنه بالكلِّيةِ والانسلاخُ منه، ومقتَضَى ذلِكَ تكفيرُهم، وقد جزم بهذا القول ابن العربي –رحمه الله-.

- ومنهم من يرى أن المُرادَ بالدِّينِ هُنَا التَّدينُ والطاعة، فيخرُجونَ من دائرةِ التَّديُّنِ إلى دائرةِ الفِسْقِ وإنْ لم يخرُجوا عنِ الإسلامِ…

الخلافُ الذي أدَّى إلى الفُرقة والشِقاق في الأمَّةِ لم ينشَأْ بسببِ الاختلافِ في المسائلِ الفرعيَّةِ؛ لأنَّ هذا الاختلافَ كان موجودًا بينَ الصَّحابةِ، وكان مرَدُّه إلى اختلافِ الفُهومِ، وإنَّما نشَأتِ الفُرقةُ والعَداواتُ وفَشِلتِ الأمَّةُ حينَ تنازعت واختلفت في الأصلِ وهو الاعتقادُ.

وغالبًا أنَّ هذه الفِرقَ تنشأ بسبب خلافٍ يسِيرٍ في الفَهْمِ بينَ طالِبٍ معَ شَيخِه،…

قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام: 125] في الآيةِ تقابلٌ تامٌّ بينَ الهدايةِ وبينَ الإضلالِ. لكن ما الذي يُقابِلُ الهدايةَ ويدل عليه مفهوم حديثِ «مَن يُرِدِ اللهُ به…

كثيرٌ من الناسِ يَلْهَجُ ـببعض الأذكار كـ(لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ)، لكنه لا يَسْتحضِرُ معناها. وقد اختلف أهل العلم في حصول الأجر بذلك:

- جمع من أهل العلم  يرى أن الأجر يحصل بها؛ لأن النصوص كثير منها رتب الجزاء على مجرد القول، ورجَّح هذا القول ابن حجر –رحمه الله-.

- ومن أهل العلم من يقول: إنَّ مجرد حركة اللسان بهذه الكلمات لا…

قوله تعالى: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الطلاق: 12] من الألفاظ التي بقيت على عمومها ولم تخصص إجماعًا، فالله -جل وعلا- على كل شيء قدير. وفي صحيحِ مسلمٍ من حديثِ ابنِ مسعودٍ –رضي الله عنه- في قصةِ آخرِ مَن يَدخُلُ الجنةَ: «فيقولُ له الربُّ: إني لا أَسْتهْزِئُ منك…

أهل السنة والجماعة لا يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، والتحريفُ: إمالةُ الكلامِ عَنِ المَعْنَى المُتَبَادِرِ مِنْهُ إِلى مَعْنًى آخَرَ لا يَدُلُّ عليهِ اللفْظُ ولا دليلَ على إرادته، لكنْ لَوْ دَلَّ الدليلُ على إرادةِ هذا الاحتمالِ المرجوحِ، صحَّ صرفُ اللَّفظِ إليه، ويُسَمَّى تأويلًا، ومِنْهُ المقبولُ والمردود، أما المقبول:

- فيُطْلِقُهُ أهلُ العلمِ ويُريدُونَ…

قال تعالى: {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} [الإسراء: 13]، (مَنْشورًا) مَفْتوحًا لا يَحتاجُ إلى تَقْليبٍ وعَناءٍ وتَعَبٍ، وفي كَوْنِه مَنْشورًا زيادَةُ سُرورٍ بالنسبةِ لصاحِبِ العَمَلِ الصالِحِ، وزيادةُ حُزْنٍ وكآبَةٍ بالنسبةِ لصاحِبِ العَمَلِ…

قال تعالى: {ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون} [الأعراف: 9]، يَقُولُ أهلُ العلمِ: (قدْ خَابَ وخَسِرَ مَنْ غَلَبَتْ آحادُه عَشَراتِه). وذلك أنه لا يُجْزَى بالسيئةِ إلَّا سيئةً واحدةً، وأنه يُجْزَى بالحسنةِ عَشْرَ أمثالِها إلى سَبْعِمائةِ ضِعْفٍ إلى أضْعافٍ كثيرةٍ، فإذا غلبت هذه السيئاتُ مع عَدَمِ…

بعْثُ النارِ هم السوادُ الأعظمُ مِنَ الناسِ؛ مِنْ كُلِّ ألْفٍ تِسْعُمائةٍ وتسعةٌ وتسعونَ، ولمَّا خَافَ الصحابةُ وفَزَعُوا قَالَ لهم -ﷺ- مُطَمْئِنًا: «مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ، ثُمَّ أَنْتُم ْفِي النَّاسِ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جَنْبِ الثَّوْرِ الأَبْيَضِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ البَيْضَاءِ فِي…

قال ابن تيمية: «وَلَيْسَ مَعْنَى قَوْلِهِ: {وَهُوَ مَعَكُمْ } [الحديد: 4] أَنَّهُ مُخْتَلِطٌ بِالْخَلْقِ» وهذا وإن كان تأويلًا، إلا أنه تأويل صحيح دل عليه القرآن والسنة، فهو تأويل بدليل وقرينة صحيحة، وإذا دل الدليل على أن المراد من الكلام غير ظاهره وجب المصير إليه، فالمراد هنا بالمعية غير الاختلاط. ولغة العرب لا تحصر…

من استخدم المناديل يستحسنُ أن تَكُونَ المناديلُ النظيفةُ في جَيْبِهِ الأيمنِ فإذا اسْتَعْمَلَها وَضَعَها في جَيْبِهَ الأيْسرِ؛ لأنَّ جِهَةَ اليمينِ في الجُمْلَةِ مُحتَرَمَةٌ وجَاءَ في بعضِ الرواياتِ: «فإنَّ عن يَمينِهِ مَلَكًا» [

الآلُ هم أهلُ البيتِ، وأصْلُ آلٍ: أهلٌ، وبَدَأَ ابن تيمية في العقيدة الواسطية بالصحابةِ قبلَ الآلِ؛ لأنَّ الآلَ لا يَخْلُونَ مِنْ حَالتَيْنِ: الحالةُ الأُولَى: أنْ يَكُونُوا صحابةً فيَدْخُلُوا في الأوَّلِ والآخِرِ فيَكُونُوا قدْ ذُكِرُوا مَرَّتَيْنِ. الحالةُ الثَّانيةُ: ألاَّ يَدخُلُوا في الصحابةِ ولمْ يَحصُلْ لهم شَرَفُ الصُّحْبَةِ وإنْ حَصَلَ لهم شَرَفُ القرابةِ، وهؤلاء دونَ الصحابةِ…

أهلُ السنَّةِ والجماعةِ لا يَجزِمونَ لأحدٍ مِن أهلِ القبلةِ بجنَّةٍ ولا نارٍ، إلَّا لمن شَهِدَ له النبيُّ ﷺ بذلك، كثابتِ بنِ قيسِ بنِ شماسٍ وغيرِهم مِنَ الصحابةِ، وكعبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ، وعُكَّاشةِ بنِ مِحْصَنٍ، والحسَنِ والحُسينِ، والمَرأةِ التي تصرَعُ. إلى غيرِ ذلكَ ممَّن شَهِدَ له النبيُّ -ﷺ- بالجنة. وأمَّا مَن عدَاهم فيرجُونَ للمُحسِنِ الثَّوابَ، ويخافونَ…

ثبَتَ عنِ النبيِّ -ﷺ- أنَّه قالَ: «المُسلِمُ مَن سلِمَ المسلمونَ مِن لسانِه ويدِه» [البخاري: 10

قال ابن تيمية: (وأنَّ الإيمانَ يزيدُ بالطاعةِ وينقصُ بالمعصيةِ). الزيادةُ دَلَّت عليها نصوصُ الكتابِ والسنَّةِ، وأيضًا فهذا أمرٌ محسوسٌ يُدركُه كُلُّ شخصٍ أنه إذا تلا القرآن زاد إيمانه، كما قال تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2]. فلا يستوِي شخصٌ يُؤدِّي العباداتِ البدنيةَ…

اعْلَمْ أنَّ الذي عليه الأئمةُ المحققونَ ودَلَّ عليه الكتابُ والسنةُ أنَّ المشيئةَ والمحبةَ لَيْسَتا واحِدًا، ولا هما مُتلازمتانِ، بلْ قدْ يَشاءُ ما لا يُحِبُّه، ويُحِبُّ ما لا يَشاءُ كوْنَه، فالأوَّلُ كمشيئتِه وُجودَ إبليسَ وجنودِه، ومشيئتِه العامةِ لجميعِ ما في الكوْنِ مع بُغْضِه لبعضِه، والثاني كمحبتِه إيمانَ الكُفَّارِ وطاعاتِ الفُجَّارِ وعدْلَ الظالمينَ وتوْبَةَ الفاسقينَ، ولو شَاءَ…

قال ابن تيمية: (والإيمانُ بالقَدَرِ على دَرَجَتَيْنِ وكُلُّ درجةٍ تَتَضَمَّنُ شَيْئَيْنِ). الحصْرُ في أربَعَةِ الأشياءِ التي ذَكَرَها الشيخُ حَصْرٌ اسْتِقْرائِيٌّ، مأخوذٌ مِنْ كلامِ السلفِ المَبْنِيِّ على أدلةِ الكتابِ والسنةِ. وفائِدَةُ الحَصْرِ ضَبْطُ العِلْمِ وتَيْسيرُه للمُتَعَلِّمينَ، وهذه جادَّةٌ معروفَةٌ عندَ أهلِ العلمِ، وسالِكُها لا يُنْسَبُ إلى ابْتِداعٍ، لكنْ لا بُدَّ أنْ…

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في بيان معنى الإيمان بالله وبما وصف به نفسه: (ومن غير تكييفٍ ولا تمثيلٍ).

التكييفُ: اعتقادُ أن صفاتِه تعالى على كيفيَّةِ كذا، أو السؤال عنها بكيفَ؛ لأن اللفظ الذي وردت به الصفة له معنًى وله كيفيةٌ، والناس في هذا أقسام خمسة:

الأول: من ينفي اللفظ بالكلية من غير تأويل،…

قد جاءَ ذكرُ لفظِ (الذاتِ) على لسانِ أئمةِ الإسلامِ، فشيخُ الإسلامِ –رحمه الله-يقولُ: (فكَمَا أَنَّ ذَاتَه لَا تُشْبِهُ الذَّوَاتِ فَصِفَاتُهُ لَا تُشْبِهُ الصِّفَاتِ)، ويقول: (الكَلَامُ فِي الصِّفَاتِ فَرْعٌ عَلَى الْكَلَامِ فِي الذَّاتِ)، وتَرِدُ بكثرةٍ على لسانِ أهلِ العلمِ فيقولون: الذاتُ الإلهيةُ، وقول خبيب –رضي الله عنه-: «وذلك في ذاتِ الإلهِ»…

قرَنَ شيخ الإسلام –رحمه الله-  بينَ العبوديةِ والرسالةِ في قوله: (عبدُه ورسولُه)؛ لأن اللهَ وصفَه في أشرفِ المواقفِ والمقامات بأنه عبدُه، والرسالةُ وظيفتُه -ﷺ-، فبقوله: (عبده) يُبيِّنُ أنه عبدٌ مربوبٌ للهِ، لا يجوزُ أن يُصْرَفَ له شيءٌ من خصائصِ الربِّ –سبحانه وتعالى- ليردَّ بذلك على الغُلاةِ. وبقوله: (رسولُه) يُبيِّنُ أنه رسولٌ مرسلٌ من عند الله؛ ليردَّ بذلك على الجُفاةِ،…