Rulings

عنعنات المدلسين في (الصحيحين) محمولة على الاتصال عند أهل العلم؛ لأنها جاءت من طرق في المستخرجات وغيرها مصرحاً فيها بالتحديث، ولا يضرنا قدْح من قدَح وأجرى القواعد على (الصحيحين).

تعويد النفس على النعومة الزائدة لا شك أنه  قد يؤدي إلى  أن يطلبها في بعض الأحوال والظروف فلا يجدها إلا بارتكاب شيء من المكروه، وقد يتجاوز ذلك المكروه إلى شبهة، وقد يتجاوز الشبهة إلى المحرم أحيانًا، كما في حديث «الحلال بيّن والحرام بيّن»

جاء في الحديث «يا أبا عمير ما فعل النغير» [البخاري: 6129] وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يمزح؛ لأنه كانت له المهابة العظمى، فلو لم يمازح الناس لما أطاقوا الاجتماع معه والتلقي عنه؛ هيبة له -عليه الصلاة والسلام-، لكنه يمازح أصحابه ويداعبهم من أجل أن يجرؤوا عليه،…

جاء في الحديث «فيقال: أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة» [أحمد: 21393]، وكذلك قوله تعالى في آخر سورة الفرقان: {إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}

جاء في الحديث «كان صلى الله عليه وسلم يتنفس في الإناء ثلاثًا» [البخاري: 5631]، والمراد بذلك أنه يتنفس أثناء الشرب خارج الإناء ثلاثًا، بمعنى أنه لا يتابع شرب الماء كله بنفس واحد بل يجعله على دفعات ثلاث، فليست (في) هنا للظرفية؛ لأنها بذلك تعارض…

يسأل البعض عن الدورات التي تقدم للمتقدمين لأعمال (السفرجية) وأنه لو أخطأ ووضع الملعقة على الجهة اليمنى أخفق في الإمتحان؛ لأن الملعقة والشوكة توضع عندهم على الجهة اليسرى. نقول: على الإنسان أن يتقي الله -عزو جل- ولا يستجيب لمثل هذه الإمتحانات التي تخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الأكل باليمين، وعليه أن يقتدي بنبيه –عليه الصلاة والسلام- في هديه، وألّا يلتفت إلى ما قد يفوته من أمر…

كتاب (المعرَّب من الكلام الأعجمي) لأبي منصور الجواليقي،  من أنفس كتب اللغة، وينبغي أن يُعنى به طالب العلم.

القاعدة عند ابن حجر-رحمه الله- أنه إذا أورد حديثًا في كتابه (فتح الباري) ولم يتعقبه فهو صحيح أو حسن، وقد نص على هذه القاعدة في المقدمة، وقد وُجد بعضُ الأحاديث التي لم يتعقبها وهي ضعيفة وضعفها ظاهر، فإما أن يكون ذلك ذهولاً منه، أو يُحمَل كلامه على ما يُشرح به، يعني ما يُعضد به حديث الباب ويبين معناه.

يجوز الاتكاء يمينًا أو شمالاً، إلا أن الاتكاء باليسرى أولى؛ لأنه فِعله -عليه الصلاة والسلام - كما في حديث جابر بن سَمُرة –رضي الله عنه- قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متكئاً على وسادة على يساره» [الترمذي:2770]؛ ولأنه أرفق بالجالس…

كان النبي صلى الله عليه وسلم «إذا أكل طعامًا لعق أصابعه الثلاث» [مسلم: 2034] والمراد به ما يلتصق بالأصابع من الطعام؛ لأن الطعام الجاف لا يحتاج إلى لعق، وإن قال بعضهم بأن الحديث يشمل الطعام الجاف، وأن العمل مطرد في ذلك كما قيل في إمرار الموسى على رأس الأصلع في النسك، لكن…

التبويب والترجمة في (صحيح مسلم) ليست من صنيع الإمام مسلم –رحمه الله-، فمسلم لم يترجم كتابه لكن ترجمه الشراح، واعتمد من جاء بعد النووي على تراجمه- رحمه الله-.

كتاب الترمذي في (الشمائل النبوية) أفضل ما أُلِّف في بابه، وقد اشتمل على ما يقرب من أربعمائة حديث وأثر، وهو كتاب لا يستغني عنه متعلم ولا عالم. وممن اهتم بالشمائل الحافظ ابن كثير-رحمه الله- فقد خصص مجلداً كبيرًا من تاريخه (البداية والنهاية) لهذا الجانب المهم من السنة النبوية.

والشروح الموجودة لــ(شمائل الترمذي) لا تسلم من ملاحظات، وكثير ممن تصدى لهذا الباب لا يسلم من…

لا يَمنع أن يُؤلف طالب العلم، ولا يَمنع كذلك أن يختصر، لكن يحتفظ بمشاريعه عنده، فلا يُسرع ويبادر في إخراجها، بل تكون مركونة عنده ويراجعها كل فترة، وقد يبدو له خلال سنة أو سنتين أو ثلاث أو عشر ما يجعله يُغيِّر رأيه في كثير من الأحكام، وهذا مرَّ بنا وبغيرنا؛ أننا استروحنا إلى تضعيف قول، ثم بعد ذلك وجدناه راجحًا، والأمثلة على هذا كثيرة، فالمرء مادام طالبًا للعلم متابعًا له لا شك أنه يرجى له…

علم الحديث وإن تطاول عليه من تطاول من طلاب العلم المبتدئين، وصاروا يَدرسون الأسانيد ويحكمون على الأحاديث، ويُوهِّمون أهل العلم؛ أنهم ليسوا على الجادة، فإن إدراكهم لدرجات الأئمة دونه خرط القتاد، ومن المؤسف أن تجد شابًا يقول: ضعّفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والدارقطني وهو في نقدي صحيح!.

لا بد لطالب العلم أن يعلم أن الأئمة الكبار أحكامهم بعد استقراء تام وتتبّعٍ وإحاطة…

المشهور هو ما يرويه الثلاثة فأكثر، سُمِّي بذلك لوضوحه واشتهاره وانتشاره، ومنه (الشَهرُ) لاشتهار أمره بين الناس، والمشهور هو المستفيض على قول، ومن العلماء من يفرق بين المستفيض والمشهور فيجعل المستفيض ما يتحد فيه عدد الرواة في جميع الطبقات، والمشهور ما يتفاوت عدد الرواة في طبقاته.

كتب مختلف ومشكل الحديث تحل الإشكال إذا حصل تعارض في النصوص، والتعارض يسميه أهل العلم مختلف الحديث، ومُشكل الحديث، واختلاف الحديث، ومن المؤلفات فيه: (اختلاف الحديث) للشافعي، و(اختلاف الحديث) لابن قتيبة، و(مشكل الآثار) للطحاوي، وغيرها.

ينبغي لطالب العلم أن يُعنى بكتب الغريب و شروح الكتب، فتكون له عناية بالشروح كالعناية بالمتون، فإذا كانت له يد ومراجعة طويلة للشروح، بأن يقرأ أكثر من شرح للكتاب جرداً، صارت لديه ملكة يستطيع بواسطتها أن يفهم النصوص، وقل مثل هذا في العناية بالتفسير. أما الذي ليست له عناية بالتفسير، ولا بكلام أهل العلم من الأئمة الموثوقين في تفسير القرآن ولا في شرح الأحاديث، ويعوِّل على رأيه في…

العلو هو ما قل عدد رواته، والنزول بضده؛ وهو ما كثر عدد رواته، وأفضل أنواع العلو: العلو بالقرب من النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن أنواعه العلو بالقرب من إمام من أئمة الحديث، والعلو بالقرب من كتاب من كتب الحديث، والعلو بتقدم السماع، والعلو بتقدم الوفاة، والنزول بضد ذلك.

المسند يطلقه أهل الحديث بإزاء عدة أمور:

- فيطلقونه على الحديث الذي يُروى بالسند.

- أو على الكتاب الذي أحاديثه مروية بالأسانيد، ولذا جاءت تسمية صحيح البخاري (الجامع الصحيح المسند).

- ويطلقون المسند كذلك ويريدون به الكتاب المرتبة أحاديثه على مسانيد الصحابة كـ(مسند الإمام أحمد)، قال الحافظ العراقي:

كان اهتمام علماء الحديث بـ(المتفق والمفترق)؛ لئلا يُظن أنَّ الاثنين من الرواة أو الثلاثة أو الأربعة راوٍ واحد، فهو للتمييز بينهم، وأما (المؤتلف والمختلف) فاهتم به العلماء؛ لئلا يهجم الإنسان على كلمة فيصححها مباشرة دون تروٍ، كما إذا جاء شخص بطامس لإزالة نقطة من اسم منقوطٍ ظانًا أن كتابة النقطة غير صحيحة، فيهجم على الكلمة ويصحّحها دون علم فيخطئ، فلهذا اهتم العلماء بهذين النوعين من علوم…