Rulings

لو قال قائل: إنه في نهار رمضان ينبغي أن يُكثر من القراءة، وفي ليله ينبغي أن يستغله بالتدبر والترتيل والحفظ لكان أحسن؛ لأن هذه تعني المدارسة التي كان جبريل -عليه السلام- يدارس فيها النبي -عليه الصلاة والسلام- في ليالي رمضان، فلو رتب الإنسان لنفسه حزبًا معينًا للنهار يقرؤه قراءةً، ورتب له قدرًا من القرآن يحفظه بالليل ويتفهمه ويتدبره، ويراجع عليه ما يشكل من كلام أهل العلم؛ لأتى بالحسنيين…

ذكر ابن القيم في كتاب الهدي في حِكَم وأسرار الصيام أنه: (من أكبر العون على التقوى) وهذه في الحقيقة أعظم الحكم؛ لأن الله -جلَّ وعلا- يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ولأهمية هذه العلة وهذه الحكمة جاءت…

مما نص أهل العلم على كراهيته للصائم: بلع النخامة، بل قالوا: إنه يحرم بلعها، سواء كانت من الجوف أو من الصدر أو من الدماغ، ويستوي في ذلك الصائم وغيره؛ لأنها مما يستقذرـ وهذه قاعدة عند أهل العلم: أن ما يُستخبث ويستقذر يحرم تناوله وأكله، من باب قوله تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157].

لم يختلف أحد من المسلمين في اختلاف المطالع، بل المطالع مختلفة إجماعًا، وذلك من الأمور التي عُلمت بالضرورة حسًّا وعقلًا، وإنما الخلاف بين علماء المسلمين في اعتبار اختلاف المطالع في ابتداء صوم شهر رمضان والفطر منه وعدم اعتباره، وسبب ذلك؛ أن هذه المسألة من المسائل النظرية التي للاجتهاد فيها مجال والخلاف فيها سائغ؛ لأن قوله -عليه الصلاة والسلام- «صوموا…

تأويل الرؤى بتحديد ليلة القدر مخالف للقصد الشرعي من إخفائها، وبإمكان النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو المؤيَّد بالوحي أن يعيّنها بعد أن رآها الصحابة وتواطأت رؤاهم على ليلة بعينها، ومع ذلك ما حددها النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ لكي يجتهد الناس وتكثر أجورهم، وهذا من رحمة الله -عزَّ وجل- بخلقه؛ لأنها إذا عُرفت بالتحديد ما اجتهد الناس بقية الليالي، وبهذا نعرف خطأ من يحددها، والنبي -عليه الصلاة…

ذكر الحافظ ابن حجر من أقوال أهل العلم ما يقرب من خمسين قولاً في تحديد ليلة القدر، وكل مذهب من المذاهب فيه ترجيح لليلة معيّنة، والذي تدل عليه النصوص أن هذه الليلة متنقلة في العشر، وليست في ليلة معينة منها دائمًا، فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون في ليلة خمس وعشرين، وقد تكون في ليلة سبع وعشرين، وقد تكون في ليلة تسع وعشرين، وقد تكون في الأشفاع، ولكن كيف…

جاء في الحديث الصحيح «أن من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله» [مسلم: 656] (فكأنما) هذا تشبيه، والتشبيه لا يلزم منه أن يكون المشبَه مساويًا للمشبَه به من كل وجه، بدليل أن قراءة سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، فمن قرأها ثلاثًا كمن قرأ…

قال ابن عباس وعكرمة: (الفطر مما دخل وليس مما خرج) ولو تعمَّد ذلك الصائم على كلامهم، وهذه القاعدة المأثورة عن السلف ممن ذكرها البخاري، وهي أغلبية وليست كلية، بدليل أن الرجل في الجماع لا يُدخِل في جوفه شيء وهو مفطِّرٌ إجماعًا، فلا يندرج في القاعدة، وكذلك القاعدة في الوضوء بعكسه، وهي: (أن الوضوء مما خرج وليس مما دخل)، وهي كذلك أغلبية وليست كلية، فأكل لحم الجزور يَنقض الوضوء على الصحيح وهو…

جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: «إن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليُقبِّل بعض أزواجه وهو صائم» [البخاري: 1928] ثم رواه البخاري أيضًا [1929] من حديث أم سلمة-رضي الله عنها- قالت في…

قراءة القارئ حسن الصوت لا شك أنها تؤثر في قلب المسلم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- تأثَّر بالقراءة من غيره، ولا يعني هذا أن المؤثر في هذا المسلم الصوت فقط، وإنما هو القرآن المؤدى بهذا الصوت، وبعض الناس قد يستشكل أمر التأثر هل هو بالصوت أو بالقرآن، فيقول: إذا كان التأثر بالقرآن نفسه لماذا لا نتأثر بقراءة زيد من الناس الذي صوته أقل مستوىً من صوت فلان؟ نقول: لا، بل التأثر…

المسلم الأمي الذي لا يقرأ القرآن بنفسه، ولا يتيسر له من يقرأ عليه القرآن مباشرةً ويستمع لقراءته كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- مع أبي موسى وابن مسعود وغيرهما –رضي الله عنهم-، ينبغي له أن يتخذ شيئًا من هذه الآلات التي بواسطتها يسمع كلام الله، ويتدبر ويستمع ويتخشع، وليحرص على قراءة القارئ الذي يؤثر فيه، وعليه أن ينشغل بهذه القراءة فيكون مستمعًا لا سامعًا؛ ليثبت له الأجر.

قراءة القرآن الكريم بالهذِّ لا شك أنها يحصل بها أجر الحروف الموعود به -كل حرف بعشر حسنات-، المفسر بقوله -عليه الصلاة والسلام- «لاَ أَقُولُ الْم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» [

كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يواصل في رمضان لا لذات الوصال، وإنما ليتوفر له الوقت -ساعات الليل والنهار- للعبادة، كما كان يفعل في عرفة، حيث يجمع بين الصلاتين الظهر والعصر في وقت الأولى؛ ليتوفر له الوقت للدعاء والتضرع والإلحاح على الله -عزَّ وجل- في أفضل الأوقات في عشية عرفة.

عُمَر النبي -عليه الصلاة والسلام- كلها في ذي القعدة، وفي تفضيل العمرة في أشهر الحج والعمرة في رمضان يقول ابن القيم –رحمه الله-: (وأما المفاضلة بينه –يعني العمرة في أشهر الحج- وبين الاعتمار في رمضان فموضع نظر، فقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه أمر أم معقل –رضي الله عنها- لما فاتها الحج معه أن تعتمر في رمضان، وأخبرها أن عمرة في رمضان تعدل حجة، وأيضًا فقد اجتمع في عمرة رمضان أفضل الزمان…

الدعاء إذا جاء بصيغة الخبر جاز الاستثناء، كالقول في زيارة المريض: «طهور إن شاء الله» [البخاري: 3616

مَثل من يستعمل آلات التقنية الحديثة وما توفره من البحث السريع، ومن يعاني العلم من أبوابه، كمثل شخص مر بسيارته مسرعاً على طريق فيه تنبيهات ولوحات لمحلات تجارية كثيرة، وشخص آخر مرَّ بنفس الطريق ماشيًا على قدميه.

فالذي على سيارته لن يستطيع أن يحفظ من هذه اللوحات والتنبيهات إلا الشيء اليسير، وأما الآخر الذي مر ماشياً بقدميه متلفتًا ومتأملاً في لوحات المحلات،…

نسخ الكتاب –بالتجربة- أفضل من قراءته عشر مرات، ولذا كان أهل العلم وطلاب العلم يعانون أشد المعاناة من نسخ الكتب، ويسهرون الليالي المقمرة على الأنوار الخافتة ينسخون الكتب، وبهذا حصَّلوا علماً كثيراً.

كتاب (المنهل العذب المورود) لمحمود خطاب السبكي –رحمه الله- شرح لـ(سنن أبي داود) مرتب منظم، حذا فيه حذو العيني في ترتيب (عمدة القاري)، إلا أنه لم يتمه، وأتمه ولده من بعده، ولمَّا يكمل إلى الآن.

كتاب (تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي) للمباركفوري، كتاب يجمع مع الكلام على الأسانيد الكلامَ على المتون والاستنباط، وينقل عن المتقدمين، وهو كتاب قيم.

شرح الشيخ ابن بسام –رحمه الله- لكتاب (بلوغ المرام) اسمه (توضيح الأحكام)، وفائدته تكمل في سهولته وترتيبه، وفي نُقول فتاوى المعاصرين كاللجنة الدائمة، وهيئة كبار العلماء، ومجمع الفقه وغيرها، وهذه مهمة لطالب العلم.