Rulings

قال ابن تيمية -رحمه الله-: (ورفع الصوت في المساجد منهي) وهو في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد. وترجم الإمام البخاري -رحمه الله-: باب رفع الصوت في المساجد. وذكر ما يدل على المنع، وذكر ما يدل على الجواز، مما يدل على أنه عند الحاجة لا بأس به، وعند عدم الحاجة يثبت فيه النهي. ويلحق بهذا رفع الصوت بالعلم أكثر من الحاجة. فإذا كان الطلاب عددهم قليل يبلغهم الصوت فلا داعي للمكبر. وكذلك في…

جمهور أهل العلم على أن من سافر سفر معصية لا يترخص؛ لأن الترخص إعانة له على قطع الطريق، وإعانة له على قطع المسافة في أقصر مدة. فمن عصى في سفره لا يعان ولا يرخص له بحيث تطول له مدة المعصية، وهذا في قول جمهور أهل العلم. واشترط في الأكل من الميتة للمضطر ألّا يكون باغيًا ولا عاديًا. والحنفية يرون أن السفر شامل لكل سفر، سواء كان طاعة أو معصية أو مباح، ويقابلهم من يقصر السفر على سفر الطاعة، لحج…

السفر للصلاة على جنازة عالم ليس سفرًا للقبر وليس سفرًا إلى بقعة، بل سفر لشخص له عليه حق. ولا يوجد من يمنع من أهل العلم من يسافر للصلاة على الأب أو الأم -مثلًا- إذا ماتت في بلد آخر، وكذلك من له حق على الشخص أو على الأمة بكاملها.

الإنسان الذي يقصد مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- دون الزيادات ليدخل في النص بيقين من غير أن يتأذى أو يؤذي هذا مقصد حسن وليس فيه إشكال. أو يقصد الروضة ليصلي فيها أو يدعو أو يقرأ القرآن فإن لها ميزة على غيرها: قال -صلى الله عليه وسلم-: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» [البخاري:…

وعناية أهل العلم بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، مثل عنايتهم بالأحاديث الصحيحة. فعنايتهم بالصحيحة للعمل بها، وعنايتهم بالضعيفة والموضوعة للتحذير منها. وجاء عن الإمام البخاري أنه يحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح. والذي لا يعرف الضعيف إذا سمعه قد يعمل به، وهذه المعرفة من باب عرفت الشر لا للشر ولكن لأتقيه.

كره الإمام مالك أن يقول القائل: زرت قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، والسبب في الكراهة سد الباب؛ لئلا تكثر هذه المقولة على ألسنة الناس فيتخذها الناس عادة وديدن، فيكون مقصدهم من دخول المسجد هو الزيارة فقط. قال ابن تيمية: (وقد كره مالك وغيره أن يقول القائل‏:‏ زرت قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا اللفظ لم ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل الأحاديث المذكورة في هذا الباب مثل قوله‏:‏…

قال ابن تيمية-رحمه الله-: (وليست الصلاة عند قبورهم –الأنبياء- أو قبور غيرهم مستحبة عند أحد من أئمة المسلمين) فلا يعرف عن إمام معتبر أنه استحب الصلاة عند القبور، بل جاء النهي عن ذلك: «لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها»

قال ابن تيمية-رحمه الله- (ويجتهد في الذكر والدعاء هذه العشية -عشية عرفة-)؛ لأنها من مواطن الإجابة، قال –صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الدعاء دعاء عرفة. وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له»

بعض الحجاج إذا جاء وقت اللزوم -عشية عرفة-، ووقت التنزل الإلهي، والتعرض للنفحات الإلهية، تجدهم من صلاة العصر، أو من قبل الصلاة وهم يتجهزون للانصراف، ويغفلون عما يشرع في هذا الموطن من الذكر والدعاء والإلحاح على الله -جلَّ وعلا-. فيركبون السيارات ويحملون أمتعتهم، ويبدؤون بالانصراف؛ ليقفوا على الحد من أجل أن يصلوا إلى مزدلفة قبل الناس. فإذا رجع إلى بلده أخذ يتحدث في المجالس أنّا وصلنا مزدلفة…

من أهل العلم من يقول: إن قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت» [البخاري: 305…

صلى  النبي -عليه الصلاة والسلام- يوم عرفة وليلة جمع –مزدلفة- بأذان وإقامتين [مسلم: 1281]

أكثر ما قيل فيمن حج مع النبي -عليه الصلاة والسلام- مائة وأربعة عشر ألف، أو مائة وعشرون ألف. لكن أين هم من الملايين الذين يعوق بعضهم بعضًا عن ترتيب سنن الحج وتطبيقها. فلا يكاد يفعل ما جاء في الحج من السنن، إلا من له سلطة تهيء له هذه الأمور. وعامة الناس يصعب عليهم تطبيق هذه السنن. فعلى الإنسان أن يحرص على تطبيق سنن الحج، فإن صُد عنها فقد ثبت أجره ولا شيء عليه. لكن بعض الناس من بداية الأمر…

قال –صلى الله عليه وسلم-: «منى مناخ من سبق» [الترمذي: 881

اختيار شيخ الإسلام -رحمه الله- أن كل ما يطلق عليه سفر عرفا أنه يترخص فيه، وأن النصوص مطلقة فلا تقيَّد بغير مقيِّد شرعي. والجمهور على أن المسافة لا بد منها، فلا يسمى سفرًا إلا إذا بلغ هذه المسافة، إما يومان قاصدان على قول الحنابلة والشافعية، أو يوم وليلة على رأي الإمام البخاري، أو خمسة عشر يومًا على رأي الحنفية، وابن عباس يقول في مسافة القصر: ما بين مكة وجدة، وما بين مكة والطائف، وما بين…

مسألة ينبغي أن يُتنبه لها، وهي أنه إذا ثبتت السنة بحديث لا يلزم أن يتكرر تشريعها في كل موطن. فإذا ثبت عندنا أن حكم أهل مكة في مكة والمشاعر واحد، وأن مسافتهم ليست مسافة قصر، فإذا صلوا خلف المسافر بمكة، وهو يصلي ركعتين عليه أن يقول لهم: «أتموا فإنا قوم سَفْر» [

يكبّر الحاج والمعتمر في بداية الطواف وفي نهايته، يعني إذا انتهى من السابع يكبّر. والنبي -عليه الصلاة والسلام- كلما حاذى الركن كبّر [البخاري: 1613

كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يصلي في عرفة الظهر والعصر قصرًا، ويصلي خلفه جميع الحجاج من أهل مكة وغيرهم قصرًا وجمعًا، ويقصر كذلك في منى. وهذا صنيعه -عليه الصلاة والسلام- في حجته، وهو صنيع أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما-. ثم لما جاء عثمان –رضي الله عنه- أتم الصلاة، متأولًا في ذلك أنه هو ولي الأمر، والبلدان جميعها تابعة له، فهو في بلده أينما حل. ولكن هذا الاستدلال أو هذا المأخذ فيه ضعف؛ لأنه…

النبي -عليه الصلاة والسلام- يذهب إلى عرفة من طريق ضب، ويرجع من طريق المأزمين، كعادته –صلى الله عليه وسلم- إذا خرج يخرج من طريق، ويرجع من طريق آخر. ودخل مكة من أعلاها، وخرج من أسفلها. ودخل المسجد من باب بني شيبة، وخرج من باب آخر. المقصود أن النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا خرج من طريق رجع من غيره، هذه عادته وجادته –صلى الله عليه وسلم-.

لم يحفظ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال في منى ولا في عرفة ولا في مزدلفة (أتموا) ويدخل في ذلك أهل مكة وغيرهم. لكن لما صلى بهم في المسجد قال: «أتموا فإنا قوم سَفْر» [

الأصل في السعي بين العلمين أن أم إسماعيل -عليهما السلام- كانت تسعى سعيًا شديدًا علّها أن تجد ماء؛ لأن العطش كاد أن يقتلها وولدها. فمشروعية السعي أصله بسبب امرأة. ومع ذلك فلا يشرع للمرأة السعي؛ لأن سعي أم إسماعيل لا على جهة التعبد، وإنما هو لحاجتها وحاجة ولدها. وعلى هذا نقول: على المرأة ألا تسرع في مشيها لا في عبادة، ولا في غيرها. بل تمشي وعليها السكينة مستترة متخفية. لكن لو تبعها أسد أو…