لا يخفى ما نال كتاب عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي، من شهرة وعناية، واهتمام من العلماء قديما وحديثا، ويحتوي كتاب عمدة الأحكام على نخبة منتقاة من أصح آثار النبي صلى الله عليه وسلم، اختارها من صحيح البخاري وصحيح مسلم، ورتبها على الأبواب الفقهية، لتكون عونا على أخذ المسائل من أدلتها الصحيحة، فهو من أهم مختصرات كتب أحاديث الأحكام خصوصا للمبتدئين، ولذا شرح الكتاب بشروح كثيرة جدا ومن أهمها:
1- إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام / للعلامة ابن دقيق العيد.
2- النكت على العمدة في الأحكام / للعلامة الزركشي.
3- الإعلام بفوائد عمدة الأحكام / للعلامة ابن الملقن.
4- العدة حاشية الصنعاني على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد/ للعلامة الصنعاني.
5- خلاصة الكلام على عمدة الأحكام/ للشيخ فيصل آل مبارك.
6- تنبيه الأفهام شرح عمدة الأحكام / للعلامة ابن عثيمين.
7- تيسير العلام شرح عمدة الأحكام / للشيخ عبد الله البسام.
8- الإلمام بشرح عمدة الأحكام / للشيخ إسماعيل الأنصاري، وغيرها.
عبد الغني المقدسي هو الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الجماعيلي، صاحب كتاب عمدة الأحكام، ولد بجماعيل من أرض نابلس من بيت المقدس سنة 541، ولكنه سرعان ما انتقل مع أسرته من بيت المقدس إلى دمشق. اتجه الحافظ عبد الغني المقدسي إلى طلب العلم في سن مبكرة، فقد تتلمذ في صغره على يد الشيخ محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي -عميد أسرته- ثم تتلمذ على شيوخ دمشق وعلمائها فأخذ عنهم الفقه وغيره من العلوم، ومن هؤلاء الشيوخ أبو المكارم بن هلال، وسلمان بن علي الرحبي وأبو عبد الله محمد بن حمزة القرشي،ثم ارتحل إلى بغداد سنة 561، فأنزل عند الشيخ عبد القادر الجيلي (الكيلاني) وأقام ببغداد نحو أربع سنين، اشتغل فيها بالحديث والفقه، ثم رجع إلى دمشق سنة 565، وما لبث أن رحل الحافظ إلى مصر ودخل الإسكندرية في سنة 566 وأقام مدة عند الحافظ أبي طاهر السلفي (توفي سنة 576) ، وله رحلة أخرى إلى السلفي سنة 570، ثم سافر بعدها إلى أصبهان وأقام بها مدة.
كان الحافظ المقدسي من المكثرين في التصنيف، ومعظم تأليفه في الحديث، وقد أورد عبد الله البصيري صاحب كتاب عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي أنه ألف 56 عنوانا ومن أشهر مؤلفاته:
1- عمدة الأحكام.
2- الكمال في أسماء الرجال.
3- المصباح في عيون الأحاديث الصحاح.
4- نهاية المراد من كلام خير العباد.
5- تحفة الطالبين في الجهاد والمجاهدين.
6- محنة الإمام أحمد.
7- اعتقاد الإمام الشافعي.
8- مناقب الصحابة.
9- النصيحة في الأدعية الصحيحة. وغيرها.
توفي يوم الإثنين 23 من شهر ربيع الأول سنة 600 للهجرة، وله 59 سنة، ودفن بمقبرة القرافة بمصر، بعدما اضطر للجوء إلى مصر قادما من الشام حيث امتحن في عقيد ته، رحمه الله رحمة واسعة.