Rulings

«سائر جسده» [البخاري: 256] أي: بقيَّة جسده، قال في (المصباح المنير): (اتَّفق أهل اللغة على أن سائر الشيء باقيه قليلًا كان أو كثيرًا، وقال الصغاني: سائر الناس باقيهم، وليس معناه: جميعهم، كما زعم مَن قَصُرَ في اللغة باعه، وجعله بمعنى: الجميع من لَحْن العوام، ولا يجوز أن يكون مشتقًّا من سُور البلد؛ لاختلاف المادتين).

شاب مُلتهب الشهوة، يصوم، ولكن صومه لا يُخفِّف شهوته؛ لأن أثر السحور باقٍ، فهل يترك السحور حتى يجوع؟

كيف يراجع طالب العلم دفتر الفوائد؟

هل ثَمَّ تعارض بين الرغبة أن أُصبح عالمًا، مع طول الأمل؟

هل ثَمَّ تعارض في العمل بقوله: (يُطلب العلم على مرِّ الأيام والليالي)، وقوله: (أعطِ العلم كلَّك يعطِك بعضه)؟

هل ثمَّ تعارض بين قوله: "لا يُنال العلم براحة الجسم" [مسلم: 612]، وبين قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن لجسدك عليك حقًّا» [البخاري: 1975]؟

لِمَ لَمْ تقل ميمونة -رضي الله عنها- في الحديث: "أدنيتُ له غِسله من الجنابة" بالكسر، بدل الضمِّ؟

ما حكم ما لوَّث الفرج بعد الجماع، أهو نجس، أم طاهر؟

تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فكيف بقوله: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19]؟

هل يجوز لَعْن المُتبرِّجات بأسمائهنَّ، كقول: (فلانة ملعونة)؛ لحديث: «الْعَنوهنَّ فإنهنَّ ملعونات» [المسند: 7083] -جزاكم الله خيرًا-؟

بارك الله في جهودكم وأَحسن إليكم، سؤالي: ما حكم السؤال بوجه الله لأمرٍ من أمور الدنيا، كأن يقول: (عليك وجه الله تعالَ عندي)، أو نحو هذا؟

أيُّ الوالدين يُحدِّد دِين الطفل إن كان الوالدان لهما دِينان مختلفان؟ عند اليهود يُعتبر الطفل يهوديًّا إن كانت الأُمُّ يهودية، ماذا عن الإسلام، هل يأخذ الطفل دِين والدته تلقائيًّا؟

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه وبعد: فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ناشدتُك الله الذي بوَّأك منازل العلماء، وخوَّلك مناقب الفضلاء، ونشر لك من حُسن الصيت، وطِيب الذِّكر، ما نحسبك أهله، إلا قرأتَ كتابي وقضيتَ حاجتي، والله مُعظِم لك أجرًا، وجاعلها لك ذخرًا، إنه لا يضيع أجر المحسنين. وإني لم أَرضَ لحاجتي غيركم معاشر العلماء، كالذي حُكي أنه أَمَّ عظيمًا في حاجة فقال له: (قصدتُك لحويجة)، فردَّ عليه أن: (انظر لها رويجلًا).
لمَّا لم أكن لطيف الاستمناح، رأيتُ أن أَشرح أمري، وأُبيِّن شأني، فيكون لقلبك أَعطف، ولحاجتي أَسعف، وما أُريد أن أشقَّ عليك، والله المستعان.
أُعلمك سماحة الشيخ أني شاب جزائري مُلتزم، قد بلغتُ الواحد والعشرين من العمر، وكنتُ قد أوتيتُ نباهة واتِّقادًا في القريحة، فكان من شأني أن نجحتُ في دراستي الرياضيات، وأنهيتُ الطور الجامعي الأول والثاني بتفوُّق، فبعثتُ ممنوحًا هذه السنة؛ لإتمام الطور الثالث في فرنسا وكْر الإباحيَّة وعاصمة الكفر، وقد نزلتُ بإحدى مدنها مُذ سبعة أشهر، فلم أزل لأهلي مُتدكِّرًا، وعلى فراقهم مُتحسِّرًا، ثم إني رُمتُ أخًا أستأنس به، فطلبتُه في المسلمين فوجدتُهم أصحاب ميوعة، وأهل التديُّن منهم قِلَّة، ثم مُتَّبعو السُّنَّة أعزُّ من أحمر الياقوت، بل من حلال القوت، فاجتمعتْ علي الغربتان، وتضافرتْ علي الوحشتان، وإني لفي ضيق شديد، فإلى الله المشتكى. وممَّا زاد الطين بلَّة أني كنتُ قد أصبتُ بصداع شديد قبيل قدومي، ما بان أثره إلا بعد نزولي فرنسا، فاستعصتْ عليَّ الدراسة، وشقَّ عليَّ الطلب، والأعجب أن نفسي فترتْ، وهمتي خمدتْ، وإني على وشك الرسوب لأول مرَّة إن لم أَتدارك الأمر، الأمر الذي سيكون شديد الوطأة على عائلتي الفقيرة؛ إذ أنا مَن يعولهم مما أَدَّخره من منحتي الدراسية المنوط استمرارها بنجاحي هذه السنة، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وأنكى المصاب ما كان في بلاد الغربة.
حاجتي عندكم سماحة الشيخ اثنتان:
- فأما أولاهن -وهي ما حملني على مكاتبتكم-: فدعاء بظهر الغيب في حال شريفة، وبقعة مباركة، ووقت سني، عسى الله أن يرفع عني ما نزل.
- والثانية: نصيحة تتفضلون أنتم بها، وأتقلَّد أنا منَّتها؛ علَّ الله ينفع بها. سألتكم بما بيني وبينكم من رابطة الإيمان، إني أراكم من المحسنين، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو محمد الجزائري

بسم الله الرحمن الرحيم، فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير -حفظه الله ووفقه ورعاه ونفعنا والأُمَّة الإسلامية بعلمه-، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، أما بعد:
فلا يخفى على فضيلتكم الآن ما بُلي به بعض المسلمين من مخالطة للكفار ومعايشتهم -نسأل الله لنا ولكم العافية-، وتهنئتهم بأعيادهم، وما إلى ذلك، سؤالي فضيلة شيخنا هو:
ما حكم مَن يحتفل بأعياد الكفار، أو يُهنئهم، أو يُهدي لهم بهذه المناسبة؟ أرجو التفصيل فضيلة الشيخ، وتحرير هذه المسألة -نفع الله بكم، وبارك لكم في عمركم وعلمكم-.

هل صحيح أن ابن صيَّاد هو الدَّجال؟ ولكم جزيل الشكر.

بسم الله الرحمن الرحيم، سيدي الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو من حضرتكم الإفادة على سؤالي هذا، ولكم خالص الشكر والتقدير.
توجد فتاة تعاني من السحر منذ أكثر من عشر سنوات، وتمَّ عرضها على كثير من الإخوة المعالجين لمثل هذه الحالات، وإلى الآن لم تُشفَ بعد، علمًا أنها ملموسة بمَارِد.
ويوجد شخص يعالج في حالات السحر، غير أنه يستعين بجانٍّ مسلم -حسب قوله-، وسؤالي هو: ما حكم الاستعانة بالجان؛ لغرض العلاج لمثل هذه الحالات، علمًا بأن المعالج لا يتقاضى ثمنًا مقابلًا للعلاج، كما أنه لا يتعدَّى قراءة القرآن وآيات الرُّقية أثناء الجلسة؟ أرجو منكم الإفادة، وبارك الله فيكم.
أخوكم: علي عبد الله.

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتمنى أن تمنحني سعة الصدر في الردِّ على سؤالي.
أنا فتاة يتقدَّم لخطبتي الكثير، ولكن لا يتمُّ الزواج، وتمَّتْ خطبتي مرَّتين، ويتمُّ الفكُّ أيضًا، أشعر أنه عُمل لي سحر بعدم الزواج، فهل من طريقة لفكِّ السحر يمكن أن أقوم بها في البيت؟
ولي استفسار آخر: هل صحيح أني لو قمتُ بالخطوات التي تفكُّ السحر أني سوف أسمع أو أرى جنيًّا، ويُمكن أن يؤذيني؟ أرجو الردَّ بالتفصيل وبسرعة، وجزاك الله كلَّ خير.

لدي سؤال -جزاكم الله خيرًا- عن العذر بالجهل، فهناك مَن لا يراه، ويغلو حتى يرى الناس كلَّهم كفارًا إلا نفسه، وهناك مَن يتميَّع ويزعم أن اليهود والنصارى ليسوا كفارًا، وأن الكلَّ معذور بالجهل، نرجو إجابة شافية على مذهب أهل الحديث، ورضي الله عنكم.
محبكم في الله: أبو موسى من المغرب.

أنا في فرنسا، وفي المدينة التي أَسكن فيها يوجد الكثير من جماعة التبليغ، وأُصلِّي في قاعة صغيرة لهم، ويقومون في بعض الأحيان بقراءة (رياض الصالحين) و(حياة الصحابة)، فما حكم الشرع في الجلوس فقط لاستماع ما يقرؤون من الكتب المذكورة، وعندي اليقين التام أن عملهم مُخالِف للسُّنَّة؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، محمد بن عبد الله، ومَن تبعه ووالاه، ثم أما بعد:
ما حكم ما تفعله بعض الأمهات للطفلة الصغيرة بما يُسمُّونه في العرف الليبي: (التصفيح)، حيث تؤخذ الطفلة التي لم تبلغ بعدُ إلى امرأة محترفة تقوم بنسج الأردية التقليدية المصنوعة من الصوف، والتي يرتديها الرجال عادة، وكذلك الأغطية الصوفية، بواسطة مَشغَل يدويٍّ منصوب يُسمَّى: (المسدى)، فتعقد لها هذه المرأة خيطًا من الصوف مخصوصًا يُسمَّى: (خيط النيرة)، ثم تقوم بإدخال وإخراج الطفلة هذا المشغلَ المنصوب عدَّة مرات، وتعطيها بعض التمر تأكله، وتطلب منها ترديد بعض العبارات -طبعًا التي لا تفهمها الطفلة-، وفي ذات الوقت تضربها المرأة على مؤخِّرتها ضربًا خفيفًا كلَّ مرَّة، وأظن العبارة هي مثل: (أنا حيط، والرجل خيط) بمعنى: أنا منيعة كالحائط، والرجل ضعيف كالخيط، هذا والعلم لله إذا كانت المرأة بدورها تُردِّد عبارات أخرى سرًّا! ويعتقدون أن ذلك يُعطي للطفلة إذا كبرتْ أمانًا يَعجز معه أي شخص أن يفضَّ لها بكارتها إلا إذا قامت بشيء مشابه لحلِّ هذا التصفيح. وفي العُرْف عادة يكون هذا الأمر ليلة الدُّخلة للفتاة حين تتزوَّج، فتأتي إحدى نساء العائلة بخيط يُسمَّى أيضًا: (خيط النيرة)، يقومون بقياسه على طول العروس، ويحرقونه بطريقة ما، ثم يغطسونه في الرُّب (وهو سائل يُستخرَج من التمر بعد غليه وتعقيده بالسُّكر)، إما لتخفيف مرارة طعم الخيط بعد حرقه، أو لأن له علاقة بالتمر الذي أكلتْه حين كانت طفلة! حيث يُطلب من العروس أن تأكله وهي تُردِّد عبارة عكس الأولى -حسب علمي؛ لأني أستحيي أن أسأل عن هذه الأمور- وهي مثل: (أنا خيط والرجل حيط).
أجاب حضرة الشيخ د. الصادق الغرياني في كتابه (فتاوى من حياة المرأة المسلمة - أسئلة وردود)، طبعة 1995م بأن هذا نوع من السحر -هدى الله أُمَّهاتنا وغفر لهنَّ جهلهنَّ-، ولو كنَّ في وقتنا الحاضر لما فعلنَه؛ لأن أكثرهنَّ بفضل الله وبعد انتشار الوعي الديني أصبحنَ يُدركنَ أن هذا حرام، ونرجو أن يتوقَّفنَ عن فعله.
على العموم أتى الشيخ بأدلة من الكتاب والسنة، ونحن لا اعتراض لنا على هذا. وأيضًا قرأتُ في موضع آخر عن السحر الذي يستخدمه بعض الناس لنفس الغرض، ولكن باستحضار الجن والعياذ بالله. وأيضًا الشيخ أفتى بأن السحر لا يجوز حله بسحر مثله، وأيضًا لا نعترض على هذا، ولكن يا حضرة الشيخ الفاضل استوقفني حين قرأتُ في الموضع الآخر الذي أشرتُ إليه، وهو كتاب عن السحر لأحد العلماء الأفاضل، وقد نسيتُ عنوان الكتاب، المهم أن الذي استوقفني هو أن المؤلف -جزاه الله خيرًا- أوضح أنه لا يجوز فكُّ السحر بسحرٍ مماثل إن كان فيه ألفاظ كفرية، وعلي الالتجاء بالدعاء وذكر الله، والاعتقاد بأن كلَّ شيء بأمر الله، ومَن يتوكَّل على الله فهو حسبه. ولا أعتقد أن مثل ما شرحتُه عن التصفيح فيه ألفاظ كفرية، فلعله من خزعبلات النساء، والتي ليست لها علاقة بالجن أو السحر أو إلخ، وإن كانت العروس تستطيع أن تفكَّه بهذه الطريقة، ولكن دون أن تقول ألفاظًا كفرية؟ أفيدوني -يرحمكم الله- خاصَّة وأني مقبلة على الزواج، وأخاف أني إذا رفضتُ أن أَحلَّ هذا السحر ألَّا يُمكن أن يَدخل بي زوجي، وقد يظن أن بي عيبًا خَلقيًّا، أو أني لستُ عذراء وغير عفيفة إلخ، وخاصَّة أني سأسافر إلى المهجر، وسيتم الزواج هناك حيث لا توجد هذه الأشياء، هذا مع العلم بأني حين ذهبتُ وأنا طفلة إلى هذه المرأة مع بنات أُخريات فإنها لم تقم بضربي على مؤخِّرتي.
أرجوكم -رحمكم الله- أفيدوني ولا تُهملوا رسالتي، وأنا والله الذي لا إله إلا هو مستحية وخجلة أن أسألكم في هذا الموضوع، ولكن لا بد مما ليس له بد، ولا أَعرف عالمات من النساء أسألهنَّ، أكاد أُجن حتى إني أُفكِّر بفسخ الخطبة نهائيًّا، والبقاء بدون زواج، وخاصَّة أني لا أعلم إن كنتُ من المقبولات عند الله -سبحانه وتعالى- واللواتي يُستجاب دعاؤهنَّ، أرجوكم ليتَّسع صدركم لي، ولا تُفتوني بالمختصر الذي قد أعجز عن فهمه، فأحتار أكثر وأكثر.
هذا وأنا -الحمد لله- ملتزمة بالحجاب الشرعي، وأقرأ القرآن، وأحاول أن أتقرَّب به إلى الله -سبحانه وتعالى-، ولكني لستُ على قدر من التدين الشديد، وأخاف عقاب الله -سبحانه وتعالى-، وأرجو رحمته.
الخائفة: زينب/ ليبيا