إن الراوي إذا قال ما يُخالف الواقع دون قصد لا يُسمَّى كذبًا؛ لأن القصد هو الذي يُعَوَّل عليه، فإذا كان من عادات بلدٍ إعفاء اللحية فقط، دون قصد للسنة، لا يُثاب الفاعل، كذلك مَن يمتنع عن جماع المرأة الجميلة التي لها منصب؛ لأنها لم تَعرِض نفسها عليه أصلًا، فهل يأخذ نفس أجر يوسف -عليه السلام-؟ وأن الراوي لما أَخبر بخلاف الواقع دون قصد، أَخبر ما يظنُّه واقعًا، فيُسمَّى خطأً، ولا يُسمَّى كذبًا، والآية تقول: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [النحل: 105].