قد انتشر في السنوات القريبة مسألة إجازات القرآن الكريم في مدارس التحفيظ التابعة للقسم النسائي، وقد جرت العادة أن يكون للختم برنامج معيَّن كالتالي:
أولًا: يُدعى أهل الطالبة التي ستُجاز، وأهل المدرسة، وربما غيرهم لحضور الختم، وهم يقصدون بركة الدعاء حين الختم.
ثانيًا: تقرأ الطالبة من أواخر المصحف، وغالبًا ما يكون من سورة الكوثر، ثم بعد انتهائها من سورة الناس تبدأ بالفاتحة، ثم تقرأ حوالي خمس آيات من سورة البقرة، ثم تبدأ بالدعاء، والحاضرات يُؤَمِّنَّ، ومن الحاضرات مَن ترفع يديها حال الدعاء، ثم تأخذ المُجيزة بقراءة السند، ثم تُوزَّع بعض المأكولات والمشروبات.
وبعد البحث وجدنا أنه لم يصح حديث في فضل الدعاء عند الختم، إلَّا حديثًا واحدًا عن أنس -رضي الله تعالى عنه- رواه الدارمي: "وكان أنس بن مالك -رضي الله عنه- إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا"، وكذلك الحديث الذي يعتمدون عليه في مسألة الرجوع بعد الختم إلى التلاوة من أول المصحف، ويُعرف بحديث الحَالِّ المُرتَحِل، رواه الترمذي، وضعَّفه المحقِّقون، كالشيخ الألباني -رحمه الله-، والشيخ بكر أبو زيد، فنريد أن نعرف حكم البرنامج المذكور نقطة نقطة.