شرح صحيح البخاري

محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي (المتوفى: 256هـ)

محمد ابن إسماعيل ابن إبراهيم ابن المغيرة الجعفي أبو عبد الله البخاري جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث، مات سنة ست وخمسين في شوال وله اثنتان وستون سنة.
روى البخاري عن عبيد الله بن موسى ومحمد بن عبد الله الأنصاري وعفان وأبي عاصم النبيل ومكي بن إبراهيم وأبي المغيرة وأبي مسهر وأحمد بن خالد الوهبي وخلق كثير سواهم ممن سمع من التابعين فمن بعدهم، وروى عن البخاري أبو زرعة وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وابن أبي الدنيا وصالح بن محمد الأسدي وأبو بشر الدولابي ومحمد بن عبد الله الحضرمي والقاسم بن زكريا وابن أبي عاصم وابن خزيمة وعمير بن محمد بن بجير وحسين بن محمد القباني وأبو عمرو الخفاف النيسابوري والحسين بن محمد بن حاتم بن عبيد العجلي، وخلقٌ كثيرٌ.
قال إبراهيم بن معقل الثقفي سمعت محمد بن إسماعيل يقول كنت عند إسحاق بن راهويه فقال لنا بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي صلى الله عليه وسلم فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع هذا الكتاب يعني الجامع قال إبراهيم وسمعته يقول ما أدخلت في كتابي الجامع الا ما صح وتركت من الصحاح محال الطول وقال الكشميهني سمعت الفربري يقول قال لي محمد بن إسماعيل: "ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا الا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين".
رحل البخاري- رحمه الله- في طلب الحديث إلى أكثر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان والجبال ومدن العراق والحجاز والشام ومصر، وقدم بغداد، واجتمع إليه أهلها واعترفوا بفضله وشهدوا بتفرده في علم الرواية والدراية، وحكى أبو عبد الله الحميدي في كتاب جذوة المقتبس والخطيب في تاريخ بغداد أن البخاري لما قدم بغداد سمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا الإسناد إسناد آخر، ودفعوا إلى كل رجل عشرة أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون ذلك على البخاري، وأخذوا الموعد للمجلس، فحضر المجلس جماعة من أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداديين، فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه واحد من العشرة، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث، فقال البخاري: لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال: لا أعرفه، فما زال يلقي عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول: لا أعرفه، فكان الفقهاء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: الرجل فهم، ومن كان منهم ضد ذلك يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم. ثم انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فقال البخاري: لا أعرفه، فسأله عن آخر فقال: لا أعرفه، فلم يزل يلقي عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول: لا أعرفه، ثم انتدب الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة، والبخاري لا يزيدهم على قوله: لا أعرفه، فلما علم البخاري أنهم فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال: أما حديثك الأول فهو كذا، وحديثك الثاني فهو كذا، والثالث والرابع على التوالي، حتى أتى تمام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده وكل إسناد إلى متنه، وفعل بالآخرين كذلك، ورد متون الأحاديث كلها إلى أسانيدها وأسانيدها إلى متونها، فأقر له الناس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل.
------------------------------------------------
ينظر: تهذيب التهذيب لابن حجر، (9/47) فما بعدها، وفيات الأعيان لابن خلكان، (4/188) فما بعدها.

صحيح البخاري أول الكتب الستة في الحديث، وأفضلها على المذهب المختار.
قال الإمام النووي في شرح مسلم: اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن الكريم الصحيحان: (صحيح البخاري)، و(صحيح مسلم)، وتلقاهما الأمة بالقبول.
والجمهور على تقديم صحيح البخاري، وما نقل عن بعض المغاربة من تفضيل صحيح مسلم محمول على ما يرجع إلى حسن السياق، وجودة الوضع والترتيب.
أما رجحانه من حيث الاتصال: فلاشتراطه أن يكون الراوي قد ثبت لقاء من روى عنه ولو مرة، واكتفى مسلم بمطلق المعاصرة.
وأما رجحانه من حيث العدالة والضبط: فلأن الرجال الذين تكلم فيهم من رجال مسلم أكثر عدداً من رجال البخاري، مع أن البخاري لم يكثر من إخراج حديثهم.
وأما رجحانه من حيث عدم الشذوذ والإعلال: فما انتقد على البخاري من الأحاديث أقل عدداً مما انتقد على مسلم، وقد علم أن الإجماع واقع على تلقي كتابيهما بالقبول والتسليم، وقد روى الفربري عن البخاري أنه قال: "ما أدخلت في الصحيح حديثاً إلا بعد أن استخرت الله تعالى، وثبت صحته"، ومن أبرز ما تميز به البخاري تراجمه التي حيرت الأفكار، وأدهشت العقول والأبصار، وإنما بلغت هذه المرتبة لما روي أنه بيضها بين قبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ومنبره، وأنه كان يصلي لكل ترجمة ركعتين، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
-------------------------------------------
ينظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، (1/541) فما بعدها.

دروس السلسلة

08 - شرح كتاب الصلاة من صحيح البخاري
301
23/ذو القعدة/1442
302
23/ذو القعدة/1442
303
23/ذو القعدة/1442
304
24/ذو القعدة/1442
305
24/ذو القعدة/1442
306
24/ذو القعدة/1442
307
24/ذو القعدة/1442
308
24/ذو القعدة/1442
309
24/ذو القعدة/1442
310
24/ذو القعدة/1442
311
24/ذو القعدة/1442
312
24/ذو القعدة/1442
313
24/ذو القعدة/1442
314
24/ذو القعدة/1442
315
24/ذو القعدة/1442
316
20/ربيع الأوّل/1443
317
20/ربيع الأوّل/1443
318
20/ربيع الأوّل/1443
319
20/ربيع الأوّل/1443
320
20/ربيع الأوّل/1443
321
20/ربيع الأوّل/1443
25 - شرح كتاب الحج من صحيح البخاري
322
03/ربيع الآخر/1440
323
03/ربيع الآخر/1440
324
03/ربيع الآخر/1440
325
03/ربيع الآخر/1440
326
03/ربيع الآخر/1440
327
22/ذو القعدة/1442
328
03/ربيع الآخر/1440
329
13/ربيع الأوّل/1442
330
22/ذو القعدة/1442
331
22/ذو القعدة/1442
332
22/ذو القعدة/1442
333
22/ذو القعدة/1442
334
22/ذو القعدة/1442
335
23/ذو القعدة/1442
336
23/ذو القعدة/1442
337
23/ذو القعدة/1442
338
23/ذو القعدة/1442
339
23/ذو القعدة/1442
340
23/ذو القعدة/1442
34 - شرح كتاب البيوع من صحيح البخاري
341
23/ذو القعدة/1442
342
23/ذو القعدة/1442
343
23/ذو القعدة/1442
344
23/ذو القعدة/1442
345
23/ذو القعدة/1442
346
23/ذو القعدة/1442
347
23/ذو القعدة/1442
348
23/ذو القعدة/1442
349
23/ذو القعدة/1442
350
23/ذو القعدة/1442