التعليق على تفسير ابن كثير

أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)

إِسْمَاعِيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير الْقَيْسِي، الشَّيْخ عماد الدّين ولد سنة سَبْعمِائة أَو بعْدهَا بِيَسِير وَمَات أَبوهُ سنة 703 وَنَشَأ هُوَ بِدِمَشْق وَسمع من ابْن الشّحْنَة وَابْن الزراد وَإِسْحَاق الْآمِدِيّ وَابْن عَسَاكِر والمزي وَابْن الرضي وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ من مصر الدبوسي والواني والختني وَغَيرهم واشتغل بِالْحَدِيثِ مطالعة فِي متونه وَرِجَاله فَجمع التَّفْسِير وَشرع فِي كتاب كَبِير فِي الْأَحْكَام لم يكمل وَجمع التَّارِيخ الَّذِي سَمَّاهُ "الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة" وَعمل "طَبَقَات الشَّافِعِيَّة" وجرح أَحَادِيث أَدِلَّة التَّنْبِيه وَأَحَادِيث مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَشرع فِي شرح البُخَارِيّ ولازم الْمزي وَقَرَأَ عَلَيْهِ تَهْذِيب الْكَمَال وصاهره على ابْنَته وَأخذ عَن ابْن تَيْمِية ففتن بحبه وامتحن لسببه، وَكَانَ كثير الاستحضار حسن المفاكهة سَارَتْ تصانيفه فِي الْبِلَاد فِي حَيَاته وانتفع بهَا النَّاس بعد وَفَاته وَلم يكن على طَرِيق الْمُحدثين فِي تحصّيل العوالي وتمييز العالي من النَّازِل وَنَحْو ذَلِك من فنونهم وَإِنَّمَا هُوَ من محدثي الْفُقَهَاء وَقد اختصر مَعَ ذَلِك كتاب ابْن الصّلاح وَله فِيهِ فَوَائِد قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص الإِمَام الْمُفْتِي الْمُحدث البارع فَقِيه متفنن مُحدث متقن مُفَسّر نقال وَله تصانيف مفيدة مَاتَ فِي شعْبَان سنة 774 وَكَانَ قد أضرّ فِي أَوَاخِر عمره.
----------------------
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر، (1/445).

تفسير ابن كثير من أشهر ما دُوِّن في التفسير المأثور، ويُعتبر الكتاب الثاني بعد كتاب ابن جرير. اعتنى فيه مؤلفه بالرواية عن مفسري السَلَف، ففسَّر فيه كلام الله تعالى بالأحاديث والآثار مسندة إلى أصحابها، مع الكلام عما يحتاج إليه جرحاً وتعديلاً. وقد طُبِع هذا التفسير مع معالم التفسير للبغوي، ثم طُبِع مستقلاً في أربعة أجزاء كبار، وقد قدَّم له مؤلفه بمقدمة طويلة هامة، تعرَّض فيها لكثير من الأُمور التي لها تعلق واتصال بالقرآن وتفسيره، وأغلب هذه المقدمة مأخوذ بنصه من كلام شيخه ابن تيمية الذي ذكره في مقدمته في أصول التفسير.
وهذا التفسير يمتاز فى طريقته بأنه يذكر الآية، ثم يُفسِّرها بعبارة سهلة موجزة، وإن أمكن توضيح الآية بآية أخرى ذكرها وقارن بين الآيتين حتى يتبين المعنى ويظهر المراد، وهو شديد العناية بهذا النوع من التفسير الذى يعرف بتفسير القرآن بالقرآن، وهذا الكتاب أكثر ما عُرِف من كتب التفسير سرداً للآيات المتناسبة فى المعنى الواحد، ثم بعد أن يفرغ من هذا كله، يشرع في سرد الأحاديث المرفوعة التي تتعلق بالآية، ويبين ما يُحتَج به وما لا يُحتَج به منها، ثم يردف هذا بأقوال الصحابة والتابعين ومَن يليهم من علماء السَلَف، و كثيرا ما يُرَجِّح ابن كثير بعض الأقوال على بعض، ويُضَعِّف بعض الروايات، ويُصحِّح بعضاً آخر منها، ويُعَدِّل بعض الرواة ويُجَرِّح بعضاً آخر، وهذا يرجع إلى ما كان عليه من المعرفة بفنون الحديث وأحوال الرجال.
وكثيراً ما نجد ابن كثير ينقل من تفسير ابن جرير، وابن أبى حاتم، وتفسير ابن عطية، وغيرهم ممن تقدَّمه.
ومما يمتاز به ابن كثير، أنه يُنَبِّه إلى ما في التفسير المأثور من منكرات الإسرائيليات، ويُحَذِّر منها على وجه الإجمال تارة، وعلى وجه التعيين والبيان لبعض منكراتها تارة أخرى.
فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى في الآية [67] وما بعدها من سورة البقرة: {إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً ... } .. إلى آخر القصة، نراه يقص لنا قصة طويلة وغريبة عن طلبهم للبقرة المخصوصة، وعن وجودهم لها عند رجل من بنى إسرائيل كان من أَبَرِّ الناس بأبيه.. إلخ، ويروى كل ما قيل من ذلك عن بعض علماء السَلَف. ثم بعد أن يفرغ من هذا كله يقول ما نصه: "وهذه السياقات عن عبيدة وأبى العالية والسدىّ وغيرهم، فيها اختلاف، والظاهر أنها مأخوذة من كتب بنى إسرائيل، وهي مما يجوز نقلها ولكن لا تُصَدَّق ولا تُكَذَّب، فلهذا لا يُعتمد عليها إلا ما وافق الحق عندنا. والله أعلم".
--------------------------------------
ينظر: التفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي، (1/173) فما بعدها، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، (1/139).

دروس السلسلة

002 - تفسير سورة البقرة - تفسير ابن كثير
151
24/ذو القعدة/1440
152
24/ذو القعدة/1440
153
24/ذو القعدة/1440
154
24/ذو القعدة/1440
155
24/ذو القعدة/1440
156
24/ذو القعدة/1440
157
24/ذو القعدة/1440
158
24/ذو القعدة/1440
159
24/ذو القعدة/1440
160
24/ذو القعدة/1440
161
24/ذو القعدة/1440
162
24/ذو القعدة/1440
003 - تفسير سورة آل عمران - تفسير ابن كثير
163
20/ربيع الأوّل/1443
164
20/ربيع الأوّل/1443
165
20/ربيع الأوّل/1443
166
20/ربيع الأوّل/1443
167
20/ربيع الأوّل/1443
168
20/ربيع الأوّل/1443
169
20/ربيع الأوّل/1443
170
20/ربيع الأوّل/1443
171
20/ربيع الأوّل/1443
172
20/ربيع الأوّل/1443
173
20/ربيع الأوّل/1443
174
20/ربيع الأوّل/1443
175
20/ربيع الأوّل/1443
176
20/ربيع الأوّل/1443
177
20/ربيع الأوّل/1443
178
20/ربيع الأوّل/1443
179
20/ربيع الأوّل/1443
180
20/ربيع الأوّل/1443
181
20/ربيع الأوّل/1443
182
21/ربيع الأوّل/1443
183
21/ربيع الأوّل/1443
184
21/ربيع الأوّل/1443
185
21/ربيع الأوّل/1443
186
21/ربيع الأوّل/1443
187
21/ربيع الأوّل/1443
188
21/ربيع الأوّل/1443
189
21/ربيع الأوّل/1443
190
21/ربيع الأوّل/1443
191
21/ربيع الأوّل/1443
192
21/ربيع الأوّل/1443
193
21/ربيع الأوّل/1443
194
21/ربيع الأوّل/1443
195
21/ربيع الأوّل/1443
196
21/ربيع الأوّل/1443
197
21/ربيع الأوّل/1443
198
21/ربيع الأوّل/1443